أفق الحل السياسي في سوريا مع ارتقاب الجولة الثالثة من جنيف3

ماذا تحمل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف القادمة للأزمة السورية ؟

ناقشت حلقة اليوم الأربعاء من برنامج "مع الناس" المذاع عبر إذاعة "صوت دمشق"، أفق الحل السياسي المقررة خلال الجولة الثانية من المفاوضات المقرر عقدها فى الحادي عشر من ابريل / نيسان المقبل، مع اختتام مفاوضات جنيف وما نتج عنها من وثيقة البنود 12 لستيفان دى ميستورا، فإن المفاوضات باتت واضحة معالمها، حيث سيجلس طرفي الصراع ولأول مرة مباشرة وجهاً لوجه من أجل التفاوض، فى الوقت ذاته أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات عن ترحيبها بالجلوس الى مائدة المفاوضات فى جني، وأكد رياض نعسان أغا على هذا الأمر.

وفى تعليقه على موضوع الحلقة، قال المفوّض السياسي للحركة الشعبية للتغيير، دكتور وائل الحافظ

إن المعارضة السياسية الموجودة الأن لا تمثل الثورة السورية مطلقاً، وهى جندت لتصل الى هذه المرحلة من المفاوضات، ويعرف الجميع من يصدر الأوامر لهم، فهى الورقة التى خلقت من أجل إعادة تثبيت أركان نظام الأسد من جديد الذى سقط منذ خروج المظاهرات قبل خمس سنوات، والى الأن يوجد كثير من أعضاء المعارضة السياسية تأخذ أوامرها من قطر وتركيا، وهى لم تقدم أى دعم للسوريين بالداخل.

وتساءل الحافظ: ماذا حدث على الأرض منذ أن نشأت المعارضة السياسية، سوى تصريحات مخلخلة تصب فى صالح النظام السوري فقط، فهى معارضة مشتتة لا تنفذ سوى خطة البقاء على الأسد، وجماعة المعارضة تخج لنا بتصريحات مسمومةلإيهام الشعب السوري أنهم سيفرضون حلولا سياسية وهم فى النهاية لا يقدمون شيئا، وما قالوه مؤخراً هو بمثابة قنابل موقوتة.

وأضاف الحافظ: المعارضة السورية البديلة موجودة بالفعل، لكنهم حوربوا فى وسائل الإعلام ومنعوا من الظهور على الإعلام، والدول الداعمة للثورة الصديقة أعطت مالاً مشروطاً وبالتالي اخترقت المعارضة السورية بالإضافة الى النسيج المدني والمنظمات الإغاثية، ويوجد أغلبية من الشعب السوري للأسف ارتضوا بأن يكونوا ألعوبة فى يد الداعمين.

وتابع الحافظ: نحن لا نتحدث عن شخصيات بعينها، فنحن نتحدث عن المعارضة ككل وليس كأفراد بعينهم، ولا أمل مرجو من المعارضة التى أنشأتها أجهزة المخابرات القطرية والسعودية، وماتدعيه المعارضة من ضرورة السعي لوقف نزيف الدم أصبح مطلب شائع ونحن نتساءل أى دم تتحدثون عنه وأنتم ترضون بالمفاوضات التى تضيع هذه الدماء.

وأشار الى أن تأجيل الإنتخابات من قبل نظام الأسد هو مخطط يسيئ الى وفد المعارضة التى قبلت بأن تهان فى المحافل الدولية، مضيفاً: كيري يبني مواقفه من المصالح مع العصابة الأسدية، لكن فى النهاية نحن مستمرون فى ثورتنا، والعصابة الأسدية انتهى ولن نقبل باستمراره وهذا ما سيكون فى مفاوضات جنيف القادمة.

وقال المحلل السياسي، وعضو الهيئة التنظيمية للكتلة الوطنية الجامعة، "أسامة بشير"

إن المعارضة تركض للوراء، فهى لم تحقق شئ ولم يتحقق شئ، وما بعد جنيف مثل ما قبل جنيف، والجلوس الى مائدة المفاوضات ليس جديداً فهو مطلب قديم للمعارضة، وهناك مراوغة فى تحديد الوقت تماما الذى سيرحل فيه الأسد. والمعارضة السورية الحالية تخضع لضغوط دولية وإقليمية تجعلها لا تخرج عن هذا الإطار.

وأضاف: كنت فى بداية المعارضة متحدث عن الجيش الحر، وأعلم جيداً المؤامرات التى حدثت لكى ينقسم الجيش الحر وساهمت المعارضة فى هذا التقسيم، مشيراً الى أن الهدنة الموضوعة هى مخطط روسي لتفكيك الجبهة الداخلية، وسيتم التعامل مع كل فصيل على صلة.

تأجيل الإنتخابات هو مطلب روسي وليس من قبل النظام، من أجل تحقيق تقدمات على الأرض تكون فى صالح النظام، وسوف تجبر المعارضة السورية على الدخول فى هذه الإنتخابات.

وقال المعارض السوري والمحلل السياسي، أسامة ابراهيم

بالنسبة لموقف الهيئة العليا للمفاوضات من الجلوس مع النظام وجهاً لوجه، هو مطلب ضروري الأن وهم ليسوا مجبرين على الجلوس لكننا نريد وقف مزيد من الدم المسال، وهناك حملات تشويه للمعارضة من قبل وسائل إعلام النظام ونحن نخدمها على غير قصد نساعدهم فى ذلك، ومازالت الهيئة العليا تتمسك بمطالب الشعب السوري، ويوجد بعض الشخصيات التى فرضت لتكون مستشارة لدى ميستورا وهى مرفوضة من قبلنا، ويوجد العديد من الكواليس الموجودة بالداخل تثير الأسئلة، وفى النهاية يجب أن نكون جميعاً واقفين الى جانب الهيئة العليا للمفاوضات فى موقفها، ونطالبها أيضا بضرورة توحيد الموقف فى مطلبها برحيل الأسد.

وأضاف ابراهيم: إن الإتفاق الروسي الأمريكي قد حدث ونحن كسوريين سنتأثر بهذا الإتفاق، ووفد النظام لم يشر الى مستقبل رئيسه، وطلبه للإنتخابات لكى يحصل على حصد شعبي له ومن ثم تثبيت أكثير لأركانه، وهو بالتالي سيكون هناك بعض التغييرات على الأرض، وبالتالي ستكون الخطة "ب" غير واضحة المعالم، وفى النهاية الشعب السوري سيستكمل ثورته ولن يحصلوا على مطالبهم بالتفاوض، مشيراً الى أن تأجيل الإنتخابات من قبل النظام الى 6 أيار المقبل مطلب روسي فى النهاية، كما أن الوضع على الأرض غير واضح تماماً.

وتابع ابراهيم: جملة دى ميستورا بأن هناك انتقال سياسي للسلطة، جاءت من قبيل تحسين صورته، ولا أتصور كيف سيكون الإنتقال السياسي فالأمر ليس بالسهولة التى نراها، وفى النهاية الجميع يدرك أن الحل السياسي لم يأت بعد، ÙˆÙŠØ±Ù‰ أن الدور الإيراني فى الظل حاليا، والتركيز الأن على الدور الروسي فقط، لكنها الصراع التنفيذي للنظام السوري.

واختتم حديثه قائلاً: أتوقع خلال الجولة القادمة من المفاوضات، سيعطل النظام المفاوضات ياإما بالخروج منها أو تعطيلها بأى طريقة، ووصلنا الى ذروة الحدث لكننا سنستمر طويلاً فى هذه المرحلة.